U3F1ZWV6ZTQyNTc4MDMxNjMwX0FjdGl2YXRpb240ODIzNTAzNTI4NTQ=
recent
أخبار ساخنة

هل حقا اصبحت تركيا اقوى دولة في المنطقة وبدأت في بسط نفوذها

هل حقا اصبحت تركيا اقوى دولة في المنطقة وبدأت في بسط نفوذها

لقد مرت منطقة الشرق الأوسط بعدة مراحل قبل مجيئ الربيع العربي والإنتفاضات الشعبية بوجه حكامهم،
كانت إيران تبني تحالفات مع النظام السوري وحزب الله في لبنان وكان يسمى هذا التحالف (الهلال الشيعي) وكان يسعى لإحكام قبضته على حكومة بغداد ويدعم الحوثيين في اليمن
وكل الشعارات التي يتغنون بها كانت تنادي بالموت لإمريكا و إسرائيل وهذا الحلف كان على علاقة قوية مع روسيا وخصوصا في ملف التسليح و التطوير العسكري وفي المقابل كانت تركيا بقيادة عبدالله غول و رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحاول أن تبني علاقات مستقرة مع كل دول الجوار وعقد اتفاقيات تضمن بها أمن حدودها مع العراق و سوريا وخوفا من المنظمات الكردية المعادية لتركيا ، أما السعودية التي تمثل القسم الثاني بدأت تتزايد عندها المخاوف من تطور وتزايد نفوذ الشيعة في لبنان والعراق خصوصا، فأعلنت عن مجلس التعاون الخليجي وتقربت من باكستان وبدعم أمريكي و وقعت اتفاقيات دفاع مشترك مع دول الخليج العربي (تحالف عربي امريكي) وكانت بمثابة حرب باردة بين روسيا وامريكا حتى جاء الربيع العربي وبدأت معه الثورات العربية ضد الحكام والملوك العرب فسقط زين العابدين في تونس ومعمر القذافي في ليبيا وحسني مبارك في مصر و علي عبدالله صالح في اليمن وكانت قد اندلعت في هذا الوقت ثورة أهل الشام ضد بشار اسد فما لبثت أن تحولت إلى ثورة شعبية مسلحة في معظم مناطق سوريا فأصبحت التحالفات العربية والعالمية تضخ الأموال كل منهم لتحقيق مصالحه الخاصة، إيران دعمت النظام خوفا من سقوطه عسكريا و وجهت الأوامر لحزب الله لدخول الحرب إلى جانب النظام كما أرست آلاف المقاتلين الشيعة من العراق ومن الأفغان و زجتهم في المعارك و على الجبهات، وفي الوقت نفسه دعمت السعودية وحلفاؤها عدد من الفصائل كان من ابرزها جيش الإسلام ومركزه غوطة دمشق وهنا بدأ يظهر دور الجانب التركي بشكل واضح وعلني فاعلن عن فتح الحدود للنازحين الهاربين من الحرب ودعم مجالس الثورة السورية وبدأ بتشكيل فصائل مواليه له ،ومع مرور السنوات والحرب في سوريا والحرب تدور رحاها من منطقة إلى منطقة نجد أنه هناك تحولات كثيرة وخصوصا في الأعوام الماضية من الثورة لقد انسحبت السعودية من المعادلة وحل مكانها تركيا كداعم قوي للثورة السورية ،كما أن إيران اصبحت تشكل خطر كبير على المصالح الأجنبية في المنطقة بدأت امريكا بإنشاء توازن جديد في المنطقة عن طريق ذراعها التركي فبدأت تركيا بدعم فصائل الثورة في سوريا وقامت بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع قطر وأرسلت آلاف الجنود الأتراك إليها كما أرسلت دعم عسكري جوي و بري إلى حكومة الوفاق في ليبيا كما أرسلت أكثر من ثلاثين ألف جندي تركي إلى الشمال السوري وأصبحت تركيا اليد الأقوى في المنطقة خصوصا بعد تصنيفها أقوة دولة عسكريا في الشرق الأوسط ،اما ايران بالمقابل باتت تسيطر على لبنان ومناطق النظام السوري ولها اليد الطولى في العراق واجزاء من اليمن فاصبحنا نلاحظ أننا أمام صراع جديد وموازنة دولية جديدة ،تركيا ومعها قطر وحكومة ليبيا بالإضافة لفصائل الجيش الحر السوري من جهة وإيران وأذرعها الطائفية من جهة فهل هذه التطورات هي بداية التحضير لجر المنطقة إلى معركة عسكرية بين تركيا و إيران وهل ستكون المواجهة بين أذرعهما العسكرية فقط أم ستتحول إلى مواجه مباشرة بينهما.
الاسمبريد إلكترونيرسالة