U3F1ZWV6ZTQyNTc4MDMxNjMwX0FjdGl2YXRpb240ODIzNTAzNTI4NTQ=
recent
أخبار ساخنة

هل ستسّلم تركيا إدارة مناطق درع الفرات وإدلب إلى حكومة الجولاني؟



بعد دخول الثورة السورية عامها العاشر وبعد كل الدمار الذي حل في معظم محافظات سوريا وآلاف الشهداء والأسرى وملايين المشردين داخل وخارج سوريا انحسرت الثورة في أقصى شمال غرب سوريا ،
لقد شن النظام السوري مستعينا بالدعم الروسي والإيراني عدد من المعارك الكبيرة كان آخرها معارك شرق السكة ومعركة أوتستراد M5 و M4 ليوقف معركته بشكل مؤقت بعد إعلان وقف نار جزئي بين تركيا وروسيا ،حيث ان هناك تسريبات إستخباراتية من الجانب التركي بأنها تعمل على تقوية المعارضة السورية بما فيها الفصائل (الراديكالية) وعلى رأسها تنظيم هيئة تحرير الشام ، وخصوصا بعد تمكن الأخيرة من بسط سيطرتها على أغلب مفاصل المناطق في إدلب وريفها وسهل الغاب وريف حلب بعد اشتباكات عنيفة مع عدد من فصائل المعارضة كان آخرها تنظيم حراس الدين ،
الكل لاحظ في الآونة الأخيرة تغيير كبير في سياسة "تحرير الشام" وخصوصا بما يتعلق بالتواجد التركي حيث فاجأت الجميع بإتخاذ الأتراك حليف قوي لها على أرض إدلب لمواجهة ما يسمونه الإحتلال الروسي الإيراني ، ولا يخفى على أحد الدعم الكبير الذي تلقته "تحرير الشام" من تركيا وخصوصا في الآونة الأخيرة ، 
بالنسبة لتركيا عندها عدد من الأهداف والمصالح يدفعها للتدخل بشكل قوي في المحرر وخصوصا في إدلب وعلى رأس تلك الأهداف هو حماية حدودها مع سوريا من الأحزاب الكردية المعادية للحكومة التركية وهذا الشيئ بإعتقادهم لن ينجح إلا بتشكيل كيان سوري موحد يشمل كل الفصائل الثورية وإنشاء حكومة موحدة وجيش موحد يكون ولائها لتركيا على غرار حكومة العراق الموالية لإيران وعلى غرار الحوثيين الشيعة الذين سيطرو على حكومة اليمن بدعم إيراني علني،
تركيا ترغب بتشكيل مثل هذه الحكومة في الشمال السوري وتقدم لها كل الدعم الإقتصادي والعسكري لتصبح حليف قوي لها على الأرض خاصة بعد كشف نية الروس وإيران إخراج تركيا من المعادلة السورية بصورة "المنهزم" وبالتالي تركيا تبذل كل جهدها من أجل ضمان مصالحها في سوريا و خوفا من إتساع رقعة سيطرة الأكراد على أجزاء واسعة من الأراضي السورية بل و تسعى لتغيير جذري بالوضع الإستراتيجي للمناطق المحررة من خلال الضغط على الفصائل الموالية لها بما فيها تنظيم "تحرير الشام" من أجل دمجهم في كيان سياسي عسكري موحد وإقامة حكومة موحدة يكون لها تمثيل قوي على الأرض و تنضوي تحتها كل المسميات والفصائل وتكون مدعومة عسكريا وإقتصاديا من تركيا،ولكن هناك إستياء كبير لدى الجانب التركي من فصائل الجيش الوطني (الجبهة الوطنية ) وخصوصا بعد الفشل الكبير بالمعارك الأخيرة مع النظام النصيري وتقديمهم لأسماء وهمية وعدد آخر من المشاكل الإدارية والعسكرية بعكس تنظيم "تحرير الشام" الذي يتميز بقوة متماسكة على الأرض والإنضباط الكبير لدى عناصر التنظيم وخصوصا بعد خروج أغلب التيارات المتشددة من التنظيم بسبب كثير من الإختلاف بين عقيدتهم وبين سياسة التنظيم مع تركيا والتي تنص على عدم الإنجرار إلى قتال مع الأتراك لأن هذا الأمر يؤثر إستراتيجيا على الوضع في المحرر في حال قيام الأتراك بأغلاق حدودهم بوجه المهجرين،
  • بالنسبة لتركيا تسعى لتلميع صورة تنظيم "تحرير الشام" أمام المجتمع الدولي وذلك من أجل إزالت اسم التنظيم عن قائمة الإرهاب وهناك مؤشر قوي بأن الأتراك أصبحوا مستائين من قادة الجيش الوطني في مناطق عفرين ودرع الفرات وخصوصا بعد حصول الإشتباكات الأخيرة بين الفصائل في عفرين،حيث نشر موقع رسمي للأركان التركية على تويتر أنها ستسعى لتسليم إدارة مناطق عفرين وريف حلب الشمالي لتنظيم "هيئة تحرير الشام" وبعد نصف ساعة قامت بحذف التقرير عن موقعها لأسباب غامضة،ويرى بعض المحللون أن تركيا قريبا ستعلن عن حكومة سورية موحدة تشمل ثلاث مناطق (منطقة غصن الزيتون و درع الفرات و درع الربيع في إدلب)وهذه الحكومة ستشمل كل القوة العسكرية في الشمال السوري وتكون الكلمة العليا في هذه الحكومة لأشخاص مقربين من "تحرير الشام" وموالون لتركيا بنفس الوقت وستقدم لها الدعم اللوجستي وستدعم إنشاء وزارة دفاع وتأسيس جيش نظامي وطني يكون ورقة قوية بيد الأتراك على غرار حكومة الوفاق الموحدة في ليبيا الموالية لتركيا وتشمل عناصر راديكالية(متشددة) لتصبح تركيا عندها صاحبة النفوذ الأقوى في الشرق الأوسط ولها أذرع عسكرية موالية لها في سوريا وليبيا وقطر بالإضافة لكونها عضو في حلف النيتو"فهل ياترى ستنجح بإقامة حكومة موحدة في شمال سوريا ربما نجد هذا بالأفق القريب.
الاسمبريد إلكترونيرسالة